رسالة من الماستر
الحب يأتي مع السلام
:إعزائي جميعاً
أول فكرة تخطر لي عندما أستيقظ صباحاً دائماً هي فكرة الشكر. أنا شاكرة لأنني ما زلت على قيد الحياة, لأنني أستطيع التفكير بوضوح ولأنني أستطيع تحريك يداي وقدماي بحرية
ثاني فكرة هي أن أغتنم يومي وأعيشه بإخلاص وتقوى.أنا ممتنة أيضاً لأنني كنت قادرة على العيش خلال هذا العام بأمان وسلام. أنا أيضاً ممتنة لأن الكثير من الناس حول العالم كرسوا أنفسهم لخدمة الاخرين وجعل العالم مكاناً أفضل
على أية حال ما يزيد على 5.6 مليون شخص قد هربوا من سوريا منذ 2011 , باحثين عن الأمان في تركيا, لبنان, الأردن وغيرها. الملايين غيرهم تفرقوا
منتشرين داخل سورية، و بما أن الحرب مستمرة, فالأمل يتلاشى بسرعة. ملايين السوريين قد هربوا عبر الحدود, فارين من القنابل والرصاص الذي دمر بيوتهم.
منذ عام 2014, قام متطوعو تسوجي في تركيا بتقديم المساعدة للاجئين , في منطقتي السلطان غازي و أرناؤوط كوي. كانوا ومازالوا يقدمون مساعدةً طويلة المدى واهتماماً للاجئين السوريين في تركيا
في منطقة السلطان غازي يوجد أكثر من 6000 عائلة سورية وفي منطقة ارناؤوط كوي أكثر من 1200 عائلة سورية, من بينها 695 عائلة كانت تتلقى مساعدة طويلة المدى من تسوجي
وعلى الرغم من ذلك مازالت هناك الاف العائلات التي لم تستطع تلقي أية مساعدة
تأثرت الجمعية لرؤية معاناتهم لذلك قررت أن تقوم بتوزيع المساعدة على نطاق واسع في منطقة السلطان غازي عام 2015
في الأخبار نشاهد مجموعات من اللاجئين السوريين تائهين على الحدود في بعض الدول الأوروبية بما أن الحدود كانت مغلقة في وجوههم. وعلى الجانب الاخر من الأسلاك المعدنية
يبكي الأطفال بحرقة من البرد والجوع بينما أهلهم يتوسلون لكي يعبروا الحدود ويدخلوا إلى البلد. كان الطقس ممطراً والبرد قارصاً
ولكن الأسوار قد حالت بينهم وبين الوصول إلى وجهتهم
هل رأيتم؟ أليس مسارات حيواتهم مليئة بالصعوبات؟ إنها حقاً كذلك
في خطابي لهذا الصباح تشاركت مع الجميع فكرة أننا أتينا لهذا العالم لوحدنا، ولكننا نتعذب معاً
في هذه الحياة عندما ننشئ أفكاراً مؤذية و أوهاماً, فإننا سنخطئ ونقوم بأفعال سيئة متسببين بحدوث الكوارث في عالمنا. فقط أنظروا كيف أصبحت الحالات المناخية متطرف
وبالإضافة للكوارث الطبيعية يوجد أيضا كوارث من صنع الإنسان، أليست الحياة عذاباً؟
إنها حقاً كذلك
عندما يكون بلد ما في حالة اضطراب، حيوات الناس تتحطم، لنأخذ سورية على سبيل المثال: بعد اندلاع الحرب الأهلية حتى الأشخاص الذين كانوا يعيشون حياة كريمة اضطروا إلى الهروب إلى بلدان أخرى
هل ترون كيف أن طبيب أسنان متدرب في سورية 40
قد فر إلى الولايات المملكة البريطانية المتحدة, ويستطيع الان أن يكسب رزقه فقط من خلال غسل الصحون، المستقبل حقاً لا يمكن التنبؤ به
حتى لو كنا نعيش في بلد غني، هذا لا يعني أننا سننعم بالسلام و الأمان للأبد، بما أن الحرب الأهلية قائمة الان في سورية، ليس فقط الأغنياء هم من هربوا إلى مدن أخرى، حتى الأشخاص الأقل يسراً ماديا في الجنوب السوري قد غادروا مزارعهم طلباً للجوء في الأردن
بالنسبة للشعب في سوريا مستقبلهم بائس، والذين فروا من سوريا لن يعودوا إليها مجدداً مهما كانت الحياة التي تنتظرهم مستقبلاً صعبة، لأن سورية منكوبة بالحرب وغير مستقرة
لذلك على الرغم من أنه الشتاء فإنهم ما يزالون يتحركون بإصرار نحو وجهاتهم
صراحةً لقد تعذبوا كثيراً، الحياة مليئة بالعذاب، والذي جلبناه على أنفسنا من الأفعال السيئة التي قمنا بها
البعض يقول يوجد دائماً العام القادم على الرغم من ذلك قد لا يكون هذا صحيحاً، لا أحد منا يعرف على وجه اليقين إن كنا سنعيش لنرى الغد، أثمن شيء في الحياة هو الوقت.
لا يمكننا أن نتوقع كم سنعيش، لكن يمكننا أن نستفيد من الوقت المتوفر لنا بالمساهمة في راحة البشرية
قيمة الحياة تكمن في معرفة إذا ما كان الشخص قادر على استغلال وقته للقيام بما هو جيد ومفيد
تزايدت المظاهرات والاحتجاجات في أماكن كثيرة من العالم بسبب التفكير المضلل للناس
الأمر الذي أدى إلى اضطرابات اجتماعية و بالتالي الحرب.
تقطعت أواصر العائلات وأزهقت أرواح.
آمل أن يتمكن الجميع من إبقاء عقولهم واسعة الأفق ونقية للمساعدة على حل الخلافات و الصراعات
عندما يتمكن الناس من تنمية السلام في قلوبهم, اتباع المبادئ الصحيحة والقيام بأعمال الخير لمساعدة الاخرين, عندها ستستطيع العائلات أن تعيش بانسجام وسيتمكن المجتمع بالاستمتاع بالاستقرار والسلام. فلنكن أكثر وعياً من ذي قبل
لمشاهدة الأخبار بالعربية
Comments
Post a Comment