قصة أمل
قصة أمل
لم يكن يعلم عمر الحلبي ابن 25 ربيعاً أن عودته إلى حياته الطبيعية ستكون
على أيدي مؤسسة خيرية قطعت آلاف الأميال لتقدم الحب و الخير و العون له و للآلاف
غيره.
القدر:
عمر الحلبي ذاك الشاب الذي شاءت الأقدار أن يصاب في ثلاثة انفجارات،
الانفجار الأول تسبب في دخول شظايا إلى كتفه و لا تزال موجودة حتى اليوم، فلا
يستطيع الأطباء إخراجها لأنها قريبة جداً من الأعصاب و أي خطأ جراحي قد يكون
نتيجته الشلل.
الانفجار الثاني أفقده ساقه، و الثالث أصاب يده اليسرى.
غوطة دمشق:
عاش عمر و هو ابن غوطة دمشق في ظل الحصار الذي فُرض عليهم، فعانى كحال
جميع أهالي الغوطة شتى أنواع العذاب و الشقاء، فأطفال الغوطة تحولوا إلى هياكل
عظمية بسبب نقص التغذية و الظروف المزرية التي عاشوا و عانوا منها.
لم يفقد عمر ساقه فحسب، بل فقد أخويه أيضاً الذيّن استشهدا خلال الحرب،
فخرج إلى تركيا أملاً في حياة أفضل و بحثاً عمّن يعيد إليه حياته و ساقه التي
فقدها، و هو لا يزال شاباً في مقتبل العمر.
جمعيات و منظمات كثيرة أعطوه وعوداً بمساعدته دون جدوى، فلم تكن تلك
الوعود أكثر من كلام واهٍ و حبرٍ على ورق.
بداية الأمل:
بدأ الأمل عندما التقى عمر بأحد أقرباء نجوى - الطالبة في مدرسة المناهل
الدولية- و كان عمر حينها يعيش في غرفة لا
أثاث لها ملقىً على سرير يرجف من البرد، تأثر الرجل لحاله و تحدث له عن مؤسسة تسجي
و عن مساعدتها لقريبته نجوى.
لم يتفاءل عمر في البداية فقد نال ما ناله من وعود واهية من قبل منظمات
كثيرة.
الحلم يصبح حقيقة:
لكن الأمر أصبح حقيقة عندما علمت نجوى بقصة عمر، فشعرت بألمه، و تذكرت
حالها و معاناتها، فما كان منها إلا أن قصت القصة على صاحب القلب الكبير الأستاذ
فيصل، الذي لم يتردد أبداً بمساعدة هذا
الشاب، فجاءت الموافقة، و بدأت إجراءات تركيب طرف صناعي للشاب عمر.
تم الاتفاق مع الطبيب المختص بتركيب الأطراف الصناعية، و في اليوم التالي
تم أخذ المقاسات، و بعدها بيوم واحد عاد عمر إلى بيته واقفاً و ماشياً على قدميه.
في غمرة السعادة تلك نسي عمر عكازتيه و كأنه لم يشق أبداً من فقدان ساقه،
شعر بأنه عاد للحياة مجدداً، ابتسامته، ضحكاته، الفرحة البادية على وجهه تحكي مدى
الغبطة و السعادة التي تنتابه و قد عاد يمشي مجدداً على قدميه مثله مثل أقرانه.
إن هذه المؤسسة هي نعمة أرسلها الله تعالى لتغيث ملهوفاً و تنقذ عائلةً و تعيد الحياة إلى أجيالٍ و أجيال.
Comments
Post a Comment